قناة أواصر تيفي تسلط الضوء على ورش إعادة الإعمار والتنمية المستدامة بعد زلزال الحوز من خلال استضافة خبراء في المجال

استضافت قناة أواصر تيفي، القناة الرقمية التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم أمس الاثنين 23 أكتوبر خبراء في مجال الإعمار والتنمية المستدامة من خلال حلقة حوارية خاصة بعنوان ” الأطلس بعد الزلزال: رحلة إعادة الإعمار والتنمية المستدامة”. وعرفت الحلقة حضور كل من خالد ألعيوض، أستاذ باحث وفاعل جمعوي وعبد الرزاق الحجري، المدير العام لمنظمة المدير العام لمنظمة “الهجرة والتنمية” من فرنسا و رشيد بوقرطاشة، المهندس المعماري المتخصص في الهندسة المستدامة وكذا عبد ربي بن صحراء الخبير في التنمية والعمل الإنساني من قطر.

وتهدف هاته الحلقة الحوارية إلى بناء تصورات جديدة وأفكار على ضوء ورش إعادة الإعمار الذي أطلقة جلالة الملك محمد السادس لفائدة الأسر المتضررة من زلزال الحوز الذي ضرب المملكة ليلة الجمعة 8 شتنبر.

وصرح خالد ألعيوض الأستاذ والفاعل الجمعوي أن “المغرب عرف دينامية جمعوية منذ التسعينات في الأطلس الصغير بشكل كبير جدا لاعتباره مختبرا كبيرا لتحقيق التنمية المستدامة المعتمدة على المقاربة التشاركية التي انخرطت فيها الساكنة والمجتمع المحلي”. وأضاف ألعيوض أن “النسيج الجمعوي في مناطق الأطلس لم يشهد تطورا مما يخلق فجوة بين الأطلس الكبير والصغير من حيث الدينامية على صعيد العمل الجمعوي لأن التنمية تمر عبر فك العزلة قبل كل شيء” . وزاد المتحدث قائلا:” أبرز التحديات التي تشهدها هاته الدواوير هو صعوبة الولوج إليها نظرا لتواجد الجبال وعلوها الذي يبلغ أزيد من 2000 متر وانعدام الأنشطة الفلاحية . وجوابا على سؤال آليات النهوض بالتنمية المستدامة في هاته المناطق خصوصا في مثل هاته الكوارث الطبيعية، أوضح ألعيوض أن الزلزال معطى طبيعي والمغاربة يتعاملون معه بإيمان وهذه قوتنا وزلزال الأطلس الكبير فرصة للتفكير في ورش إعادة الإعمار”.

من جهته، قال عبد الرزاق الحجري، المدير العام لمنظمة “الهجرة والتنمية” بفرنسا أن “منظمتنا اشتغلت بمنطق دعم التنمية المحلية من خلال مساعدة الساكنة على التنظيم في جمعيات محلية قروية التي تكون شريكة في إنجاز مشاريع التنمية المستدامة. كما اشتغلت الجمعية على تطوير البعد الاقتصادي من خلال تثمين المنتجات المحلية وتثمين السياحة القروية وتكوين الفاعلين في السياحة القروية كما اشتغلنا على تنظيم مهرجان الزعفران منذ سنة 2007.

وفي معرض جوابه على سؤال دور مغاربة فرنسا في دعم التنمية المحلية للمناطق الجبلية في الأطلسين الكبير والصغير أن جمعيات المهاجرين المغاربة في فرنسا حاضرة في جميع التجارب الدولية. وبخصوص فاجعة الزلزال، شاركت منظمة الهجرة والتنمية في لقاءات عديدة عن بعد مع العديد من البلديات الفرنسية من تنظيم جمعيات مهاجرين مغاربة من خلال إطلاق مقاربة مندمجة لا تنحصر فقط على مفهوم إعادة البناء في مفهومه الإعماري فقط ولكن إعادة بناء المجال أخذا بعين الاعتبار الأبعاد الجغرافية والتاريخية والتراثية والحضارية والمعمارية وهناك العديد من الجمعيات المغربية في فرنسا التي ستوقع على شراكات مع جمعيات محلية بالأطلس بشكل مستدام على مدى 5 سنوات على الأقل للخروج من التضامن اللحظي والاستمرارية. والجانب الآخر الذي يسهر عليه مغاربة فرنسا هو التعاون اللامركزي مثلا موافقة بلدية باريس على منح تمويل 500.000 يورو للمناطق المتضررة. كما يشمل هذا المحور جانب حماية التراث. كما أضاف عبد الرزاق الحجري أنه يشتغل بمعية شركائه على خلق مراكز التنشيط المحلي باستعمال مواد البناء المستدامة بتعاون مع الجماعات المحلية. وخلص المتحدث قائلا أن المحاور التي يشتغل عليها مغاربة العالم هي التربية أي إعادة بناء المدارس وتجهيزها وإعادة الإقلاع الاقتصادي وإحياء القطاع الفلاحي التي تتميز به مناطق الأطلس الكبير والصغير دون إغفال الدعم النفسي للأسر المتضررة.

وبخصوص إعادة الإعمار واستعمال مواد البناء المستدامة بعد زلزال الأطلس، قال رشيد بوقرطاشة المهندس المعماري المتخصص في الهندسة المستدامة أن “المباني الموجودة في الدواوير هشة معماريا دون احترام القوانين التقليدية التي كان يعتمدها السكان القدامى ومثال حي على ذلك هو بناء منازل في مناطق لا تصلح للبناء أو استعمال نوع من الأتربة غير صالحة للبناء. وصرح بوقرطاشة في نفس السياق: “عاينت ست دواوير في منطقة لاوناين وعاينت وجود مباني طينية وأخرى مبنية بالحجر والإسمنت المسلح واستخلصت أن المباني التي احترمت معايير البناء والأبعاد لم تنهار “بل عرفت تواجد بعض التصدعات فقط.

ولفت بوقرطاشة إلى أنه “يشتغل بمعية فريق من المهندسين المغاربة على مستوى دوار تينمل التابع لجهة تلات نيعقوب. وشدد المتحدث على ضرورة تحديد البنية الجغرافية والمعمارية لهاته المناطق بشكل دقيق ومعاينة معيش السكان والبيانات الجغرافية للدوار والمعطيات السوسيواقتصادية لها ومعرفة احتياجاتهم المتعلقة بالماء الصالح للشرب والكهرباء”.

وأشار بوقرطاشة أنه “يجب استعمال تقنية “تالواحت” الذي يعد نوعا من التراب ويكون محاطا بالخشب  وبين المادتين 40 حتى 50 ستنمترا  واعتمدت بمعية فريق من المهندسين على هاته التقنية على مستوى إقليم أسرير في كلميم مع إضافة تحسينات على “تالواحت” ونثبتها بمادة الجير وتركه يتخمر مع التراب وتأتي هاته العملية كلها معاينة المختبر لجودة التراب”.