ألمانيا تدرس تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيامبحثاً عن التوازن بين الحاجة إلى اليد العاملة والحفاظ على القدرة التنافسية

بحثاً عن التوازن بين الحاجة إلى اليد العاملة والحفاظ على القدرة التنافسية، تدرس ألمانيا نظاماً جديداً يتكون فيه أسبوع العمل من أربعة أيام، في خطوة خضعت لدراسات في دول أوروبية أخرى، وتحظى بشعبية لدى بعض الشركات الرائدة.

ويطرح هذا الموضوع للبحث في أكبر اقتصاد بأوروبا، في وقت تتزايد التهديدات المتصلة بالانكماش الذي يدفع بأصحاب العمل إلى الحذر، في مقابل اعتبار آخرين أن هذه الأزمة تشكّل فرصة لإجراء تحولات جذرية.

وفي تحليل لوكالة فرانس برس على هذه التجربة، يعمل ماكسيميليان هيرمان في شركة متخصصة بركيب المضخات الحرارية وأنظمة تكييف الهواء، وهي شركة مكونة من 30 شخصاً ومقرها بالقرب من أوغسبورغ في بافاريا.

ومثل جميع زملائه، بدأ في بداية يناير التزام نظام العمل لأربعة أيام و38 ساعة في الأسبوع، بدلا من 40 ساعة.

ويعمل الموظفون في الشركة حالياً لساعة ونصف ساعة إضافية على مدى أربعة أيام للحصول على إجازة يوم الجمعة، محافظين على الراتب نفسه.

وبالنسبة لزميله مايكل بانكوك، فإن هذا التغيير يشكل “تقدماً كبيراً”؛ ويقول إن هذا النظام يدفع إلى “العمل بشكل أكثر كثافة، وبدقة أكبر في كل شيء”.

خلال مفاوضات الأجور السنوية لصناعة الصلب والتي تبدأ في منتصف الشهر الحالي، ستطالب نقابة “IG Metall” القوية باعتماد نظام أسبوع الأيام الأربعة، من خلال تخفيض ساعات العمل الأسبوعية من 35 ساعة إلى 32 ساعة وبأجور متساوية.

وستقوم شركة “Intraprenör” الاستشارية لتنظيم العمل بأول تجربة كبرى في ألمانيا، بالشراكة مع “4 Day week Global” التي أجرت بالفعل دراسات مماثلة في العديد من البلدان المتقدمة، ولا سيما في المملكة المتحدة.

ومع بداية عام 2024، يتعين على 50 شركة من مختلف الأحجام والقطاعات اختبار تخفيض ساعات العمل مقابل أجر متساو لمدة ستة أشهر، بهدف الحفاظ على الإنتاجية.

وتقول شركة “Intraprenör” ، التي قامت بالفعل بإلغاء يوم الجمعة لموظفيها منذ عام 2016، إن لديها حالياً 33 طلباً من الشركات المهتمة.

وثمة تزايد لافت في عدد الشركات التي يخطط أصحابها لاعتماد هذا المبدأ.

وقال فولفغانغ شميدت، وهو مؤسس شركة لتصنيع الآلات بالقرب من هامبورغ، إنه اعتمد أسبوع العمل لـ38 ساعة في نهاية عام 2022 من أجل “توفير الوقود والمال” لموظفيه الثلاثين الذين يجتاز بعضهم مسافة 100 كيلومتر يومياً للوصول إلى مكان العمل.