عبد العزيز حوايس، نموذج مغربي عاد من فرنسا ليستثمر في القطاع السياحي بجهة سوس ماسة
سلط موقع “هسبريس” الضوء على أحد نماذج مغاربة العالم الذين قدموا قيمة إضافية للمغرب من خلال الاستثمار في مشاريع ترتقي بالقطاع السياحي بالمغرب. يتعلق الأمر بعبد العزيز حوايس إبن منطقة بونعمان الذي عاد للاستقرار إلى المغرب بعد هجرته إلى فرنسا لإنجاز مشاريع تهم القطاع السياحي بجهة سوس ماسة.
وعمل حوايس في بداية مشواره المهني عمل سائقا لحافلة، قبل أن تقوده ظروف العمل إلى فرنسا. ومن هناك كانت الانطلاقة لتأسيس شركات في مجال النقل وجدت لنفسها موطئ قدم في السوقين الفرنسية والمغربية.
وقال حوايس في تصريح لهسبريس: “بما أن المهنة التي أتقنها هي مجال اشتغالي السابق، أي نقل المسافرين، فقد شرعت في مسطرة إنشاء شركة، وكان من بين الشروط المطلوبة ضرورة اجتياز تكوين في المجال تشرف عليه وزارة النقل الفرنسية والنجاح فيه لنيل دبلوم. كنت المغربي الوحيد في ذلك الفوج، وقد اجتزت هذه المرحلة بنجاح. وموازاة مع التكوين، اجتزت جميع أصناف رخص السياقة. وبعد ذلك أنشأت شركة بمعية شريك، إذ اقتنينا حافلة مستعملة ومقطورته، وفتحنا وكالة هناك، وشرعنا في النقل الدولي للمسافرين، وقد كنت أعمل سائقا إلى جانب سائق آخر برتغالي. ورغم أن السنوات الأولى كانت صعبة، خاصة سنتي 1990 و1991، لكن بعد ذلك سارت الأمور على خير”.
وتابع قائلا: “أصبحت معروفا وبدأ الزبناء في التزايد، فأسست شركتي التي سميتها “عزيز فواياج”، لا تزال تشتغل إلى اليوم، وهي مهنة أحببتها لأنها تتيح لي الفرصة لمواصلة الارتباط ببلدي، ولها مزايا بالنسبة إلي، أولاها أنها تجارة حلال، وتتيح فعل الخير وقضاء أغراض الناس، فضلا عن التعرف على الناس، والأهم أننا كنا سفراء للمغرب بالخارج. مضيفا: ولله الحمد، منذ سنة 1992 نمت شركتي بشكل جيد، حيث تم فتح العديد من الوكالات بفرنسا وبعدة مدن مغربية، وشغلت العديد من الناس. وقد ازداد أسطول الحافلات، فأنشأت شركة أخرى في المغرب، وعقدت اتفاقية مع شركتي الأولى سمحت بالعمل في نقل المسافرين ذهابا وإيابا بعدما كنا مقتصرين على النقل من فرنسا إلى المغرب فقط، ورحلة الإياب كانت غير حاصلة على ترخيص لمزاولة النشاط،. لكن كنت دائما مهووسا بالعودة إلى بلدي المغرب، والاستثمار فيه”.
وأضاف المتحدث لذات المنبر: “حللت بالمغرب لتنفيذ حلمي الاستثماري، فكان أول مشروع هو الدخول كمساهم مؤسس في إحدى المؤسسات الخاصة بأكادير، لكن بعد سنتين تم بيع المؤسسة. ونظرا لذلك الهوس الاستثماري في بلدي، وكوني أحمل فكرة مغايرة عن المشاريع الاستثمارية، أي أن أستثمر في مشاريع غير موجودة في المغرب، لتكون إضافة نوعية لبلدي. وفي هذا الإطار، كنت أتحدث مع جار لي بفرنسا، كانت علاقتي به طيبة جدا، وكان يستعد للسفر إلى مخيم في كوت دازير، فأطلعني على معطيات مصورة عن هذه المنطقة أذهلتني، مما حمسني لزيارتها في إحدى العطل مع أسرتي، وقد اكتشفت عالما آخر من فندقة الهواء الطلق”، يحكي حوايس.
وقد أنجز حوايس مشاريع أخرى بإيموران وأكلو مدينة تزنيت سنة 2011.وبالموازاة، بدأ المهاجر المغربي في تنزيل مجموعة من أفكار المشاريع التي اكتشفها في أوروبا، من بينها تيليفيرك، الذي جاءت فكرته عندما كان سائقا للحافلة. وأردف المتحدث قائلا:” استوقفني تليفيريك يمر فوق طريق سيار جنوب فرنسا، فأثار فضولي واقترحت على مرافقي ركوبه، وهو ما أثار إعجابي، ففكرت مباشرة في أكادير أوفلا، وبدأت في البحث في الأمر. وبعد ذلك التقيت بمدير شركة متخصصة في صنع هذه العربات، واستضفته في أكادير لدراسة إمكانية إنجاز المشروع، فشجعني كثيرا بعد الوقوف ميدانيا على المؤهلات المتوفرة، وأسدى لي نصائح مهمة لإنجاح المشروع، فأنجزته بمعية عدد من الشركاء”.
وفيما يخص العقبات التي واجهت مشروع عبد العزيز حوايس خلال مختلف مراحل تنزيل مشاريعه الاستثمارية، قال: “كانت تواجهني صعوبات بين الفينة والأخرى، لكنها لا ترقى إلى مستوى العراقيل، بل وجدت كل العون والمساندة والتشجيع من طرف كافة ولاة الجهة والسلطات المحلية، وقد اشتغلنا جميعا، وكان لصاحب الجلالة وإطلاقه مشروع التهيئة الحضرية لأكادير والمكانة التي أعطاها للمدينة الدور البارز في إنجاز هذا المشروع، إلى جانب العناية المولوية لصاحب الجلالة بالجالية المغربية بالخارج، والحمد لله استطعنا تدشين المشروع خلال صيف هذه السنة، مما يشكل إضافة نوعية للعرض السياحي بسوس”.
وختاما وجه المستثمر المغربي رسالة إلى المغاربة المهاجرين بالخارج بأن “يحملوا معهم، قبل التفكير في أي شيء، استثمارا كان أو غيره، قلبا يحب هذا الوطن ومجتمعه، وأن تكون لهم غيرة غير عادية على بلدنا الحبيب، من أجل التسلح بالصبر لتحقيق الفكرة، رغم بعض الصعوبات التي قد تواجههم، وإلى جانب وجود مئات أفكار المشاريع في الخارج القابلة للإنجاز في المغرب وغير المكلفة، يجب الإيمان بالفكرة أولا، والاشتغال لتحقيقها على أرض الواقع”.